جحيم تازمامارت

The torment and suffering of Tzammarat prison, narrated by the wife of the pilot, Saleh Hashad

قصة سجن تازمامارت

سجن تازمامارت هو معتقل سياسي سري سابق، كان من بين أشهر السجون المغربية التي عرفت نشاطا مكثفا خلال ما سمي بسنوات الرصاص في المغرب وكان يتميز بالسرية الكبيرة والتعذيب. يقع على أطراف الصحراء الشرقية المغربية. فتح في أغسطس 1973 وأغلق بتاريخ 15 سبتمبر 1991، وكان يُسجن فيه العسكريين الذين كان شاركوا في المحاولتين الانقلابيتين الصخيرات (1971) ومحاولة انقلاب أوفقير (1972). ثم معارضي النظام الملكي من أصحاب الرأي من يساريين خاصة. سجل عدد من قدامى مساجين تازمامارت مذكراتهم التي نشرت في كتب، ومن بينهم أحمد المرزوقي في كتابه "الزنزانة 10" ومحمد الريس، "تازمامارت"، ومذكرات كابازال سجناء تازمامارت لصلاح حشاد، ورواية تلك العتمة الباهرة للطاهر بن جلون التي يسرد فيها مذكرات السجين عزيز بنبين.

يرتبط بناء معتقل تازمامارت -الذي فتح في ٧ أغسطس/آب ١٩٧٣- بحدثين كبيرين هزا النظام السياسي المغربي بداية السبعينيات، ويتعلق الأمر بانقلابين عسكريين من تخطيط الجنرال القوي أوفقير، استهدفا الإطاحة بالملك الحسن الثاني، الأول في يوليو/تموز ١٩٧١ بمهاجمة القصر الملكي للصخيرات والثاني في أغسطس/آب ١٩٧٢ باستهداف طائرة الملك الذي نجا بأعجوبة.

في إطار مسلسل تصفية ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، استفاد المعتقلون الناجون من جحيم تازمامارت وذوو حقوقهم من برنامج تعويض الضحايا الذي نفذته هيئة الإنصاف والمصالحة، المؤسسة التي أنشأها العاهل المغربي الملك محمد السادس لمعالجة هذا الملف الحساس.

وألهمت مرحلة السجن -الذي أغلق في ١٥سبتمبر/أيلول ١٩٩١- الرهيبة بعض الناجين منها وغيرهم من الأدباء المغاربة كتابة سير ذاتية وروايات مستلهمة من يوميات المعاناة داخل الزنازين.

ومن أبرز الناجين الذين كتبوا سيرة راجت كثيرا أحمد المرزوقي بكتابه " الزنزانة رقم ١٠" و محمد الرايس بكتاب "من الصخيرات إلى تازمامارت: تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم" وكذلك مذكرات الطيار صلاح حشاد. وألف الكاتب المغربي الطاهر بنجلون رواية بعنوان " تلك العتمة الباهرة".

سنوات الرصاص